سورة النحل - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


قوله تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناسَ بظلمهم} أي: بشركهم ومعاصيهم، كلما وُجد شيء منهم أُوخذوا به {ما ترك على ظهرها} يعني: الأرض، وهذه كناية عن غير مذكور، غير أنه مفهوم، لأن الدوابّ إِنما هي على الأرض.
وفي قوله: {من دابة} ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه عنى جميع ما يدبُّ على وجه الأرض، قاله ابن مسعود. قال قتادة: وقد فعل ذلك في زمن نوح عليه السلام، وقال السدي: المعنى: لأقحط المطر فلم تبق دابة إِلا هلكت، وإِلى نحوه ذهب مقاتل.
والثاني: أنه أراد من الناس خاصة، قاله ابن جريج.
والثالث: من الإِنس والجن، قاله ابن السائب، وهو اختيار الزجاج.
قوله تعالى: {ولكن يؤخرهم إِلى أجل مسمى} وهو منتهى آجالهم، وباقي الآية قد تقدم [الأعراف: 34].


قوله تعالى: {ويجعلون لله ما يكرهون} المعنى: ويحكمون له بما يكرهونه لأنفسهم، وهو البنات، {وتصف ألسنتُهم الكذبَ} أي: تقول الكذب، وقرأ أبو العالية، والنخعي، وابن أبي عبلة: {الكُذُب} بضم الكاف والذال. ثم فسر ذلِك الكذب بقوله: {أن لهم الحسنى} وفيها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها البنون، قاله مجاهد، وقتادة، ومقاتل.
والثاني: أنها الجزاء الحسن من الله تعالى، قاله الزجاج.
والثالث: أنها الجنة، وذلك أنه لما وعد الله المؤمنين الجنة، قال المشركون: إِن كان ما تقولونه حقاً، لندخلَنَّها قبلكم، ذكره أبو سليمان الدمشقي.
قوله تعالى: {لا جرم} قد شرحناها فيما مضى [هود: 22]. وقال الزجاج: {لا} ردٌ لقولهم، والمعنى: ليس ذلك كما وصفوا {جرم} أنَّ لهم النار، المعنى: جرم فعلهم، أي: كسب فعلهم هذا {أنَّ لهم النار وأنهم مفرَطون} وفيه أربعة أوجه، قرأ الأكثرون: {مُفْرَطون} بسكون الفاء وتخفيف الراء وفتحها، وفي معناها قولان:
أحدهما: مُتْرَكون، قاله ابن عباس. وقال الفراء: منسيُّون في النار.
والثاني: مُعْجَّلون، قاله ابن عباس أيضاً. وقال ابن قتيبة: مُعْجَّلون إِلى النار. قال الزجاج: معنى {الفرط} في اللغة: المتقدم، فمعنى {مفرطون}: مقدَّمون إِلى النار، ومَنْ فسرها مُتْرَكون فهو كذلك أيضاً، أي: قد جُعلوا مقدَّمين إِلى العذاب أبداً، متروكين فيه. وقرأ نافع، ومحبوب. عن أبي عمرو، وقتيبة عن الكسائي {مُفْرِطون} بسكون الفاء وكسر الراء وتخفيفها، قال الزجاج: ومعناها: أنهم أفرطوا في معصية الله. وقرأ أبو جعفر وابن أبي عبلة {مُفَرَّطُون} بفتح الفاء وتشديد الراء وكسرها، قال الزجاج. ومعناها: أنهم فرَّطوا في الدنيا فلم يعملوا فيها للآخرة، وتصديق هذه القراءة {يا حسرتي على ما فرَّطتُ في جنب الله} [الزمر: 56]. وروى الوليد بن مسلم عن ابن عامر {مُفَرَّطُون} بفتح الفاء والراء وتشديدها، قال الزجاج: وتفسيرها كتفسير القراءة الأولى، فالمفرَّط والمفرَط بمعنى واحد.


قوله تعالى: {تالله لقد أرسلنا إِلى أمم من قبلك} قال المفسرون: هذه تعزية للنبي صلى الله عليه وسلم {فزين لهم الشيطان أعمالهم} الخبيثة حتى عصَوا وكذَّبوا، {فهو وليُّهم اليوم} فيه قولان:
أحدهما: أنه يوم القيامة، قاله ابن السائب، ومقاتل، كأنهما أرادا: فهو وليهم يوم تكون لهم النار.
والثاني: أنه الدنيا، فالمعنى: فهو مواليهم في الدنيا {ولهم عذاب أليم} في الآخرة، قاله أبو سليمان الدمشقي.
قوله تعالى: {إِلاَّ لِتُبيِّنَ لهم} يعني: الكفار {الذي اختلفوا فيه} أي: ما خالفوا فيه المؤمنين من التوحيد والبعث والجزاء، فالمعنى: أنزلناه بياناً لما وقع فيه الاختلاف.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11